لعنة الإنقسام
علم الدين صادق
إن الأشقاء في البيت الواحد يختلفوا على الكثير من المواضيع في شئون الحياة اليومية العادية , ولكن يعود بهم الحال على ما كانوا عليه أشقاء ويربطهم الدم الواحد , أيضاً الأمر ينطبق على الإنقسام في البيت الفلسطيني , ما بين حركة فتح وحركة حماس , الدم واحد والبيت واحد والعرق واحد والديانة واحدة ! إذن ما الإختلاف بين الإنقسام بين الإخوة في الأسرة والإنقسام في البيت الفلسطيني ؟ لا شك لا يوجد إختلاف , هنا لا يسعني الا أن أبين بعض الحقائق المؤلمة , الإنقسام جعل الفلسطيني ضعيف الشخصية لأنه لا يشعر بأبناء الوطن متحدين , عندما نرى الجميع يتخلى عنا و الوقوف بجانبنا بحجة أننا منقسمون وعلينا بالتوحد , وهناك حقيقة اخرى أننا نسينا قضايانا مع الإحتلال الإسرائيلي وأصبحنا نختلف تارة ونتفق تارة على بعض المناصب والمقاعد ومن يسيطر على من ! حيث كلف هذا الوقت الكثير لنوقع ورقة المصالحة التى لا أراها سوى مصافحة بين الأشقاء ورسم الإبتسامة بينهم أمام الكاميرات والإعلام , إن من لعنات الإنقسام أيضاً أنه أصاب الفلسطيني بحالة من اليأس والإحباط ’ بعد أن خرج للشارع فرحاً مبتهجاً بإتفاق المصالحة , ولكنه يتفاجأ بعد ذلك أن نفس الأساليب والممارسات التى تبين حالة الإنقسام بين حركة فتح وحماس موجودة على أرض الواقع , إذن هنا أتساءل الى متى لعنة الإنقسام ستطاردنا الى متى ستنتهى لعبة القط والفأر بينهم وحالة التعنت بين الطرفين , والفلسطيني هو الضحية , إن إختلاف مواقفكم السياسية وتوجهاتكم الدينية وارءكم ومنهجكم الذى يسطر لعنة الإنقسام , سيكون لعنة عليكم لأن هناك طفل يحتاج الأمان وهناك شاب يريد الحياة وهناك طالب يريد المستقبل وهناك مريض يطلب الرحمة , كل مواقفكم التى تختلفون بها ليس أكبر من المعاناه التى يعيشها الفلسطيني ليس أكبر من قضية الأقصى والحفريات التي تتم يومياً وانتم نائمون على فراش الإنقسام وتحلمون بمواقفكم والتعنت والتمسك بها , مواقفكم ومنهجكم ليس أكبر من قضية الإستيطان فالأرض تسُلب كل يوم وأنتم تحلمون بغزة ومن يحكمها ووزارة من يرأسها , نحن على مشارف دولة فلسطينية يعترف بها العالم وما زالت لعنة الإنقسام تطاردكم , إن الإتفاق والمصالحة والنوايا الحسنة بينكم هى قانون هذه المرحلة التي تمر بها فلسطين , إتفقوا نريد مصالحة تترجم على أرض الواقع ليرحمكم الله , إتفقوا أمانة عليكم إتفقوا أستحلفكم بدماء الياسين وأبو عمار إتفقوا أناديكم بكل ألم أسير خلف القضبان , بماذا اناديكم لتتفقوا بدماء الشهداء ام الثكلى وجراح الوطن , نريد لغة المجد بينكم لغة الصف الواحد التى كانت تواجه المحتل الغاصب , يتغير الحال كل يوم والشعوب العربية الأن نستعيد كرامتها وحريتها , ونحن الى متى سننتظر حريتنا ونرفع رأسنا بكم عالياً أيها القادة , أنتم السبيل الوحيد بمرحلة الدولة لنلتف حولكم وننادي بأسمكم ونفتخر بكم ,إن الحصارالذي فرُض علينا يزيد من معاناتنا والجرح باقي في البيت الفلسطيني الى متى ؟ أن الحل يكمن بالتوافق في الإتفاقات وتهميش المواقف التي تختلفون عليها التي هي أصغر بكثير من القضايا التي تسُلب الأرض والقدس , لنترجم النوايا الحسنة والمصالحة على الأرض الفلسطينية حينها سيرفع علم فلسطين فوق البيت الفلسطيني وتسقط كل المسميات والمواقف , فقط لأجل فلسطين كل فلسطين , إن لعنة الإنقسام إن تمادت أكثر من ذلك نحذركم بثورة فلسطينية داخلية عليكم , تنادي وتقول ( الشعب يريد إنهاء الإنقسام ) , يحق لنا أن نثور عليكم ونلعنكم إن لم تتفقوا فالظلم الذى نتعرض له سيكون لعنة عليكم وعلى مواقفكم , يا وطني الرائع يا وطني إني اخترتك حباً سراً وعلانية , سنبقى وسيبقى الفلسطيني مرفوع الرأس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق